أفـتح أقـفـال قـلبـك

18 January 2009

كما كنت

دعنا نعمل في صمت هذا هو شعاري القديم ودائما أكرر على مسامع نفسي إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب

هذا ليس بالطبع برنامج المذيع الشهير طارق علام على االقناة الثانية وعلى ذكر الإعلام والتلفاز منذ فترة وأنا قاطعت

هذا الجهاز إلا إذا انقطع الاتصال بالشبكة العنكبوتية حتي لا أصاب بارتفاع ضغط الدم بسبب ما يبث على الشاشة

وبخاصة القنوات المصرية . كأن هؤلاء المخلوقات التي تظهر في البرامج من كوكب آخر غير الأرض أو كأني أنا من

كوكب آخر لا أعلم

الجمعة الماضية بتاريخ 16/1 أذيعت حلقة من برنامج حديث المدينة يقدم البرنامج الأستاذ مفيد فوزي وبالطبع تعرفون

نوعية الأسئلة الغريبة والعجيبة التى يسألها للناس هذه الحلقة كانت بعنوان تأثير العنف على الأطفال وهي تربط بين

"العنف" الذي يحدث في غزة وبين حلقات المصارعة الحرة وأفلام الكرتون وأفلام الحركة ما العلاقة بينهما لا أعلم!!

وقد قدم الحلقة من أحدي مدارس اللغات الخاصة جدا بأبناء رجال الأعمال و دبلوماسيين وتأكيدا على مستوي المدرسة

الراقي سجل الأستاذ مفيد مع أحد الطلاب هو حفيد الدكتور عصمت عبد المجيد ليسأله هل يذهب إلي جده ويلعب معه!!!!!!!!!!!!!

فاصل ونواصل

من خلال مظاهر الطلاب وحديثهم عن موضوع الحلقة أؤكد لكم أنهم لايعرفون عن فلسطين غير الشال

الفلسطيني"الحطه" وهذا في نظرهم قمة التضامن ومن خلال أجوبة الطلاب في الابتدائي والإعدادي والثانوي يتبين لك

أن هؤلاء لا يعلمون عن القضية الفلسطينية شيئا البتة


وفي اعتقادي الشخصي أنهم صوروا هذه المدرسة ليقولوا هذا الرأي العام للطلاب في مصر
وفي نهاية الحلقة يسأل الأستاذ مفيد سؤالا لأحدهم مستهزأ


ما رأيك في هؤلاء" الأولاد" الذين يقولون الجهاد الجهاد


فيرد عليه " لا طبعا غلطانين" مصر عاملة اتفاقية مع اسرائيل ومصر طول عمرها بتحترم كلمتها ومينفعش تحاربهم

"يا فرحة مصر" أليس هذا داعيا لارتفاع ضغط الدم أكثر مما هو عليه أصلا



فاصل ونواصل

كنت قد أثرت الصمت وحاولت منع نفسي عمدا مع سبق الإصرار والترصد ألا أكتب شيئا أثناء الحرب لا لأني لا أحب

السياسة أو لا أحب أن ا كتب فيها أنما هو احساسي أن هناك من هو أفضل مني في هذا المجال وهم كثر لا نستطيع حصرهم.

وقد انتابتني حالة غريبة لا أعرف هذا الشعور تدور في رأسي أفكار كثيرة أحاور نفسي أحيانا أتعارك معها أحيانا آخرى

هذا كان يحدث سابقا ولكني كنت أسجله في أوراقي الخاصة حتي ولو لم أنشره ولكن الجديد في الأمر انني لا أريد أن

أسجل هذه المشاعر أو ردود أفعالي اتجاه ما يحدث وكلما أهم بكتابة شئ اتراجع عنه حتي هذا الكلام الذي تقرأونه

منعت نفسي كثيرا عن كتابته


عندما يشعر الإنسان بالضعف إلي هذه الدرجة عندما يري كل الأقلام قد كسرت بفعل فاعل عندما تحرق الأوراق ولايعلم

الجاني أويعلمه فالأمر سيان

ماذا عساي أن أقول.................

عندما كنت أشاهد هذه الحلقة من برنامج حديث المدينة وددت وقتها لو كان الأستاذ مفيد يسمعني وأنا أتحدث وقد سأل سؤال
هل مشاهدة أطفال غزة وهم يقتلون يؤثر بشكل سلبي على الأطفال وكيف يكون تأثير هذه المشاهد على حياتهم في

المستقبل ؟


وبكل قوة قلت له أنا سأجاوبك على هذا السؤال

.
عندما استشهد محمد الدرة كتبت هذه الكلمات متأثرة بما شاهدته وبمشاعر طفلة غاضبة رأت طفلا يقتل وهو في حضن أبيه .

كما هو معلوم لدينا أن الأطفال يعتبرون أبائهم مصدر الأمان فكيف لي وأنا أري هذا المشهد أن أشعر بالأمان أيضا.... ربما ما كتبته حينها ليس له علاقة بالسياسة ولكنه يعبر عن خوف وعدم اطمئنان أن يحدث لي ما حدث لهذا الطفل وكتبت أقول

"كل هذا من فعل الإنسان وليس فعل أحدا غيره وإنه كما بني وعمَّر في الأرض فقد أفسد وبزر كثيرا وقد فقد طريق

الصواب وطريق الحق واتجه إلي طريق الشر والمعصية وفقد معاني الحب والخير والجمال وجاءت معاني كثيرة

غيرها وحلت مكانها فأصبح الكره والشر والقبح من معالم بني آدم كي تميزه عن سائر خلق الله غير أنه وحده هو الذي

تغير أما الآخرون فهم كما هم لم ولن يتغيروا عن فطرة الله لأنهم لا يميزون وأصبحت نعمة العقل والتفكير نقمة

يستخدمها الإنسان في الشر والدمار وليرحمنا الله فهو أرحم الراحمين"

هذا هو تأثير العنف على الأطفال يا أستاذ مفيد